د.علي البكالي*
ظلت اسرائيل تمانع قيام دولة فلسطينية منذ ٦٧.
ولكي تصنع إعاقة دائمة للشعب الفلسطيني عمدت لتقسيم الاراضي الفلسطينية بتوسع مستعمراتها لعزل مناطق الضفة الغربية عن قطاع غزة عن بيت المقدس.
ظنت اسرائيل أنها بتلك الخطة قد اعاقت قيام دولة فلسطينية مستقلة، وأنها ستظل تتوسع في مستعمراتها حتى لا يكون أمام الفلسطينيين إلا الذوبان في دولة الكيان المحتل كعرب ٤٩، أو النزوح خارج فلسطين.
عملية # طوفان _ الأقصى ستكون من أهم نتائجها الاستراتيجية تحرير المستعمرات الفلسطينية بين قطاع غزة والضفة والقدس، واعادة ربط الأراضي والمحافظات الفلسطينية ببعضها البعض لوضع إسرائيل أمام خيار حل الدولة طبقا للقرارات الدولية.
لقد حاول المجتمع الدولي طوال ستة عقود اقناع اسرائيل بالإلتزام بالقرارات الأممية والنزول عند حل الدولتين، غير أن اسرائيل ظلت تراوغ وتتهرب من التزاماتها السابق، متترسة بالدعم الأمريكي والبريطاني، وقد آن الأوان للفلسطينيين لفرض القرار الدولي على الكيان الاسرائيلي المحتل بالقوة والإرادة الشعبية، كخطوة ضرورية وحتمية لإحلال السلام ووضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني واستعادة حقوقه المشروعه.
تقف الكثير من دول العالم الحر اليوم إلى جوار الفلسطينيين في مطلبهم العادل ودفاعهم عن أنفسهم، وحقهم في إقامة دولتهم المستقلة على أرضهم، وقد جاء بيان الخارجية الصينية والروسية وبعض الدول الغربية والعربية مؤكدا أن المخرج النهائي لقضية الصراع الفلسطيني الاسرائيلي هو حل الدولتين لا غيره، طبقا لقرارات الشرعية الدولية، وأن سبب انفجار الوضع عسكريا هو تمرد اسرائيل على الشرعية الدولية، وهروبها من استحقاقات السلام النهائي، بالاستقواء بأمريكا، ولكن اليوم أمر مختلف جدا، فرغم محاولات أمريكا انقاذ حليفتها اسرائيل من هذه الورطة، إلا أنها سوف تضطر في نهاية المطاف للتسليم بقرارات الشرعية الدولية والنزول عند حل الدولتين بدلا من خسارة الوجود الاسرئيلي برمته على أرض فلسطين.
سيظل حل الدولتين- من وجهة نظرنا- هو الخيار الأنسب لهذه المرحلة، وربما لعقود قادمة حتى يتغير النظام الدولي، وتنكسر القطبية الأمريكية وينشأ جيل عربي جديد لا يقبل أنصاف الحلول، حينها ستأخذ اسرائيل عصاها وترحل مرغمة كما رحلت بريطانيا من قبل.
وهي النتيجة النهائية التي ستفرضها المتغيرات العسكرية والجيوسياسية.
*رئيس تيار نهضة اليمن



