القائم بأعمال السفير الصيني لدى اليمن يكتب عن مبادرة الحضارة العالمية التي تقدم بها الرئيس شي جين بينغ

25/03/2023

نص المقالة:

مبادرة الحضارة العالمية : الزهرة التي تتفتح وحدها ليست الربيع، بل مئة زهرة تتفتح معا تبشر الربيع

أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة الحضارة العالمية هذه الأيام وهي:
-علينا أن ندعو سويا إلى احترام تنوع الحضارات في العالم، والالتزام بالمساواة والتنافع والتحاور والتسامح بين الحضارات، وتجاوز الفوارق والصراعات بين الحضارات والتفوق الحضاري عبر التواصل والتنافع والتسامح بين الحضارات.
-علينا أن ندعو سويا إلى تكريس القيم المشتركة للبشرية المتمثلة في السلام والتنمية والإنصاف والعدالة والديمقراطية والحرية، التي تعد من التطلعات المشتركة لشعوب العالم، فمن المهم أن تبقى دولة منفتحة لفهم محتويات القيم لدى الحضارات الأخرى، بدلا من فرض القيم والأنماط لنفسها على الغير أو ممارسة المجابهة الأيديولوجية.
-علينا أن ندعو سويا إلى الاهتمام بتوارث الحضارات وإبداعها، وتكريس القيمة العصرية لتاريخ كافة الدول وثقافاتها بشكل كامل، والدفع بتحقيق التحول المبتكر والتطور المبدع للثقافات التقليدية المتميزة لكافة الدول في عملية التحديث.
-علينا أن ندعو سويا إلى تعزيز التواصل والتعاون الدوليين في المجال الإنساني والثقافي، والتباحث في بناء شبكة التعاون للحوار بين حضارات العالم، وإثراء مقومات التواصل وتوسيع قنوات التعاون وتعزيز التعارف والتقارب بين شعوب العالم، بما يدفع بتطور الحضارة البشرية وتقدمها.
إن الحضارة الإنسانية مثل حديقة ملونة وإن التنوع هو السمة الأساسية ومصدر التقدم للمجتمع البشري. هناك أكثر من 200 دولة ومنطقة وأكثر من 2500 مجموعة عرقية وديانات مختلفة في العالم اليوم. وعلى الرغم من أن الحضارات المختلفة لها خصائصها ومناطقها الخاصة، ولكن كلها متساوية. إن تنوع الحضارات هو الذي يعطي العالم بألوانه المختلفة. يواجه العالم حاليا تغيرات كبيرة لم نشهدها منذ قرن من الزمان وهو حافل بالعديد من التحديات والأزمات. لذلك يجب أن تتعلم الحضارات المختلفة بعضها من البعض وتتقدم بشكل مشترك، بحيث تصبح التبادلات والتعلم المتبادل بين الحضارات القوة الدافعة لتقدم المجتمع البشري والضمان للحفاظ على السلام العالمي.
إن الصين واليمن دولتان ذاتان الحضارة التي يعود تاريخهما إلى آلاف السنين وتُعتبر مهد الحضارة الصينية والحضارة العربية، ولهما كنوز من الحضارة الإنسانية مثل سور الصين العظيم ومعالم مملكة سبأ. وفقا للسجلات التاريخية، فقد أرسلت الصين واليمن المبعوثين لتبادل التهاني الودية منذ ما قبل الميلاد. يربط طريق الحرير القديم بين الصين واليمن وكانت الصين نقطة الانطلاق وكان اليمن المحور له. واتخذ الجانبان التبادلات الاقتصادية والتجارية كحلقة الوصل واتخذ التبادلات الثقافية كالجوهر الأساسي. لدى الصين واليمن المفهوم المشترك “السلام أهم شيء” داعيا إلى السلام والصداقة والتنمية والتعاون، وقد حققت التبادلات بين الحضارتين نتائج إيجابية في فترات تاريخية مختلفة وأصبحت نموذجا للتبادلات بين الحضارات المختلفة. إن الصين على استعداد للعمل مع اليمن لتعزيز الحضارتين للتعلم بعضهما من البعض وإحراز تقدم معا وخلق مستقبل مشرق.
تُعتبر مبادرة الحضارة العالمية منتجا عالميا هاما آخر قدمتها الصين للمجتمع الدولي بعد مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي. إنها تضخ قوة إيجابية في تعزيز عملية التحديث البشري وبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية. من مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي إلى مبادرة الحضارة العالمية، ظلت الصين من يبني السلام العالمي ويساهم في التنمية العالمية ويدافع عن النظام الدولي ويعزز تقدم الحضارة الإنسانية. إن الصين مستعدة للعمل مع اليمن ودول أخرى لخلق وضع جديد من التبادلات البشرية والتكامل الثقافي والترابط الشعبي بين البلدان في جميع أنحاء العالم، بحيث تصبح حديقة الحضارات العالمية ملونة ومليئة بالحيوية!

مقالات مشابهة