يطيب لنا في تيار نهضة اليمن قيادته وأعضائه أن نزف أزكى التهاني والتبريكات للقيادة السياسية والشعب اليمني بكل فئاته وأفراده بمناسبة الذكرة 33 للوحدة اليمنية المباركة 22 مايو 1990م.
إن الوحدة اليمنية العظيمة لم تكن مجرد حدث تاريخي معاصر، بل هل جوهر الأمة اليمنية وحقيقتها عبر التاريخ الذي يربو على 7000 عام، فالأمة اليمنية تنتمي لجذر واحد وتاريخها الحضاري واحد ولغتها وثقافتها واحدة، وجغرافية وجودها الحضاري موحدة عبر التاريخ وإن ظهرت فيها بعض الانقطاعات الجزئية فإنما هي تعبير عن لحظة غفوة وتعرج مسير بسبب عوامل ضعف ووهن ذاتي أو عوامل اختزال واستلاب خارجي، ولكنها لا تدوم فسرعان ما تعود الروح القومية اليمنية من جديد فتعالج وحدة الذات والموضوع معاً.
إن وحدة الأمة اليمنية في يوم 22 من مايو 1990م لم تكن سوى الاستجابة الطبيعية لنداء الروح القومية التاريخية الموحدة أزلياً، وهي الجواب الكافي لمحاولات الاستعمار والوافد الأيديولوجي على مدى قرون في تمزيق جسد الأمة اليمنية، تارة بتمزيق الهوية وأخرى بتقطيع الجغرافيا، وثالثة بافتعال الحروب الطائفية، غير أن الروح اليمنية الموحدة كونياً وتاريخياً يستحيل تمزيقها بأي فعل وأي تأثير مهما كان، فاليمن هي اليمن منذ 7000 عام وستظل إلى قيام الساعة، بهويتها الموحدة ونسيجها الاجتماعي الملتئم وروحها القومية الجامعة.
إن الوحدة اليمنية قيمة وجودية وتاريخية سامقة، تشكل مصلحة عليا لكل أفراد الشعب اليمني جنوبه وشماله، وإن ما رافق الوحدة اليمنية من مظالم وأخطاء وفساد وانتكاسات وتراجعات ليست تعبيراً عن سلبية الوحدة في ذاتها، بل هي تجسيد لأنانية وفساد وجهالة النخب السياسية والثقافية التي تعاملت مع قيمة الوحدة بشكل غير ملائم، وبطريقة استغلالية أنانية تحقق مصالحها الشخصية على حساب مصلحة الوطن والشعب، وإن معالجة تلك الأخطاء والانحرافات والنكسات لا يتأتى أبداً بعقر الناقة، ولا بتقطيع أوصال الوطن في لحظات انكساره وضعفه، فذلك مخالف لقوانين الوجود، وهو الطريق الأقرب للانتحار الجماعي. وإن عليكم أن تدركوا أن ثمة المعالجة الخاطئة لن يتوقف عند خسارة التجربة، بل سيتعدى ذلك لموت الوطن المعتل بكامله، حيث سيقود الفعل المتهور لتثبيت الإمامة وايران في الشمال، وعودة الاستعمار الجديد إلى عدن والجنوب، وهو ما سيؤدي إلى اختفاء اليمن كله من الخارطة العالمية جملة وتفصيلاً.
إننا في تيار نهضة اليمن نرى في اليمن الاتحادي مدخلاً حقيقياً لمعالجة كل المشكلات الوطنية العالقة، ونرى في وحدة الأمة اليمنية منطلقاً رئيساً للتخلص من الإمامة والكهنوت وميليشياتها الإرهابية، وبهذه المناسبة الخالدة ندعو النخب السياسية اليمنية المناوئة لميليشيا الإرهاب الحوثي شمالاً وجنوباً للجلوس على طاولة المفاوضات لوضع تصور مقارب لحل القضية الجنوبية، بما يكفل المساواة في السلطة والثروة، وتقاسم دوائر البرلمان بالتساوي على قاعدة الجغرافيا مقابل السكان، وتدوير السلطة العليا(رئاسة الجمهورية) بين الشمال والجنوب كل خمس سنوات، وعلى أن يتضمن العقد الاجتماعي القادم لليمن النص على هذه المعالجات كنظام ثابت للحكم التشاركي، وبما يحقق الاستقرار والرخاء والتنمية لشعبنا اليمني العظيم في كل ربوع الوطن.
المجد للوطن ….الخلود للشهداء الأبرار …..عاشت اليمن حرة أبية موحدة
صادر عن تيار نهضة اليمن 22 مايو 2023م
بيان تيار نهضة اليمن لجماهير الشعب اليمني العظيم بمناسبة العيد 33 للوحدة اليمنية
20/05/2023
مقالات مشابهة
لم يتم العثور على نتائج
لم يمكن العثور على الصفحة التي طلبتها. حاول صقل بحثك، أو استعمل شريط التصفح أعلاه للعثور على المقال.