انعقاد ندوة علمية ثقافية بمأرب حول إسهام مكونات المجتمع اليمني في خلق الشراكة التنموية والنهضة الوطنية.

08/07/2023

مأرب – خاص – 8/ 9/ 2023 م

نظم تيار نهضة اليمن ندوة علمية ثقافية في محافظة مأرب تحت عنوان ،،رؤية لإسهام مكونات المجتمع اليمني في خلق الشراكة التنموية والنهضة الوطنية ،،

وعقدت الندوة بحضور شخصيات سياسية واكاديمية واجتماعية وقيادات مدنية واعلامية وشبابية من العديد من المحافظات ،

وتم تقديم في الندوة ثلاث أوراق شارك بها وقدمها عدد من الباحثين والشخصيات السياسية في التيار وذلك في ثلاثة محاور اساسية

حيث تناولت الورقة الأولى في الندوة
تجربة الصين الشعبية في دمج مكونات المجتمع واسهامها في عملية النهضة عبر 3 محاور ، استعرضها وقدمها الدكتور علي الحوالي الأمين العام المساعد لتيار نهضة اليمن ،

وتناولت الورقة الثانية أهمية التعليم ومحاوره في عوامل الأخطار ، والبناء ، والتنمية ، قدمها الدكتور أحمد ردمان رئيس دائرة الفكر والثقافة في التيار ،

كما تناولت الورقة الثالثة دور القبيلة المحوري وتأثيرها في بناء الدولة ، قدمها الشيخ الباحث أحمد صالح العطعطي ،

وفي كلمة الإفتتاح التي القاها رئيس دائرة التدريب والتأهيل في التيار الدكتور عبدالكريم العفيري تحدث فيها عن زيارة وفد تيار نهضة اليمن إلى دولة الصين الشعبية بدعوة من الحزب الشيوعي الصيني ، وقال الجعفري إن طريق التنمية والنهضة هو الطريق الأوحد لبناء الدول والحضارات فالدول لا تبنى بالحروب والصراعات الطائفية والجهوية والمناطقية بل تفتت وتدمر وتهلك وتنتهي، ونحن في اليمن منذ أن غزتنا المذهبيات والطائفيات والسلالية والهويات الوافدة أدخلتنا في جحيم من الفوضى والصراعات والحروب المتواصلة على مدى 1200 عام فلم تقم لنا دولة، ولا نزال نفتش عن الدولة حتى اللحظة بين ركام الفوضى التي أنتجتها السلالية المقيتة والميليشيا العنصرية المدعومة خارجياً للاستمرار في تدمير وتمزيق اليمن دولة وشعباً ،
الزملاء والرفاق الأقيال جميعا لقد زار وفد تيار نهضة اليمن الصين في شهر مارس الفائت بدعوة كريمة من رفاقنا في الحزب الشيوعي الصيني، وزرنا بعض الجامعات كجامعة شنجهاي وبعض المراكز البحثية ومراكز الترجمة والعلوم وشركات التقنية وبعض المصانع، وتلقينا عدداً من الدروس والمحاضرات حول التنمية والنهضة ومنهجية العمل التنموي والاقتصادي الذي نهض بالصين وجعلها ثاني أكبر إقتصاد عالمي، وأطلعنا على برامج الحزب الشيوعي الصيني التي يقدمها للمجتمع، ووجدنا فارقاً مهولاً بين أحزابنا في الشرق الأوسط واليمن التي تساهم في تدمير دولها بسبب الصراع على المناصب، وبين الحزب الشيوعي الصييني الذي يسعى لإنهاء الفقر والبطالة وتنمية الريف والأخذ بيد الشعب الصيني للعمل والإنتاج وتعلم الحرف والمهن والكسب،
ونحن اليوم نهنئهم بذكرى تأسيس الحزب في مطلع يوليو من العام 192م ونبارك لهم التطور الهائل
ولقد التقينا عدداً من المسؤولين في الوزارات والمؤسسات وفي دائرة العلاقات الخارجية للحزب وتحدثنا معهم حول قضايا اليمن والشرق الأوسط، ووجدناهم أكثر حرصاً على اليمن واستعداداً للتعاون والشراكة التنموية والاقتصادية واعادة الإعمار بل والنهوض باليمن وجعلها أكبر محطة تنموية شرق أوسطية ضمن مشروع الحزام والطريق، غير أن الحرب المفتعلة وممولي الميليشيا الحوثي يقطعون الطريق أمام اليمن كيلا تحصل على فرصة للتنمية والنهوض والشراكة ،

وتحدث الأمين العام المساعد للشؤون التنموية الدكتور علي الحوالي عن تجربة جمهورية الصين الشعبية في دمج مكونات المجتمع واسهامها في عملية النهضة قائلاً أن الصين أستخدمت استراتيجية عميقة ومرنة في نفس الوقت واشركت كل فئات المجتمع في عملية التنمية عبر إصلاح الجانب الإداري وحوكمة الدولة وسيادة القانون ،
وركزت بالاهتمام على الجانب الإجتماعي وانشاء ايديلوجيا بديلة وموحدة لتجنب الصراعات المستقبلية وتوحيد كافة الخطابات بما يسهم في الإصلاح التنموي الشامل ،
وانتهجت سياسة الاصلاح الاقتصادي وفق متطلبات سوق العمل ورفع مفتاح رأس المال البشري وإنتاج المعرفة، وتطوير التقنيات عالية الدقة وتطوير الأمن السبراني واتمت بناء أسس الدولة وصولاً إلى تحقيق حلم الصين في تحقيق الرفاهية والإسهام في سيادة العالم ،
كما عملت الصين على إلزام كافة طبقات المجتمع بتوحيد التعليم وإلزاميته ومجانيته وتجريم التعليم خارج الأطر الرسمية، وتم تفعيل نظام الحوكمة ومبدأ الرقابة الصارمة والتقييم المستمر على كافة مسؤلي الدولة ،

وتكلم الدكتور أحمد ردمان رئيس دائرة الفكر والثقافة ،عن أهمية تصويب مسار التعليم باعتباره حجر الزاوية في رسم خارطة المستقبل، واضاف بان المناهج الدراسية والثقافة الموروثة في المجتمع اليمني ما زالت مليئة بالخرافات التي تخدم المشروع الإمامي وهي بحاجة الى تنقيح وتنقية على أرضية المبادىء الإنسانية والقيم الجمهورية ،
وأضاف قائلا : أن طريق التحرر والنهوض يبدأ بتغيير المقدمات التعليمية والثقافية الخاطئة لتحقيق الوصول إلى نتائج أفضل وبغير ذلك لن تتغير النتائج دون تغيير المقدمات ،

وأكد الدكتور ردمان على أهمية دراسة العوامل المتصلة بالجانب التعليمي والتي أنتجت الواقع المختل الذي نعيشه بهدف البناء الإيجابي في الجوانب التعليمية ،

وأشاد الدكتور ردمان بالتجربة التعليمية الصينية مؤكداً على أهمية الاستفادة منها وفقاً لما يتناسب مع الحالة اليمنية ،

من جانبه تحدث الشيخ أحمد صالح ناصر عن القبيلة من حيث المفهوم والدور متضمنة مجموعة من النتائج والتوصيات ،
حيث يرى الباحث أن القبيلة تجسد وحدة مجتمعية متكاملة تتفاعل ضمنها الأبعاد الإقتصادية والإجتماعية والسياسية والثقافية وتنتظم من خلالها الحقوق والواجبات المترتبة تجاه الأفراد باعتبارهم أعضاء ضمن التنظيم القبلي، وعلى الجماعات الأقل بوصفها مكونات اساسية للقبيلة والتي تختلف تسمياتها باختلاف تاريخ كل قبيلة وارثها ،

ويرى أن القبيلة ليست رابطة دم فقط بل مظلة اجتماعية تتعايش تحتها جماعات مختلفة من تجار وحرفيين ولاجئين ووافدين وأصحاب مهن ومبدعين ومثقفين وحلفاء متمتعين بالحماية والامان التي توفرها القبيلة لأفرادها وفرص العيش الكريم لأبنائها. وتعمل القبيلة وفق دوائر متسلسلة من الاكبر الذي قد يحتل مساحات تتكون منها امبراطوريات او تحتل قارات جغرافية الى الاصغر الذي يصل الى مجموعة بيوت او ما يسمى بالقرية او المحلة والفخذ..

اثار الباحث سؤال عن تأثير القبيلة على تحقيق التنمية المستدامة.. ووضع فرضية ان هناك تأثير ايجابي وتفاعل من القبيلة على تحقيق هذه التنمية بدليل ان جميع القبائل تضع اعراف وقوانين خاصة لتنظيم شئونها وتكافح لتأسيس دول وان جميع الدول في شرق الكرة الارضية اسستها قبائل بالتحالف مع غيرها من القبائل المجاورة فتصنع الدولة وتعزز وجودها في حال قيامها وتقوم بحماية المجتمع والحفاظ على نسيجه عند إنهيار الدولة وضرب امثلة بدول احتلت الصدارة في الرقي والتقدم والنمو اقامتها القبائل..

وتشترك القبيلة مع الدولة في ثلاثة امور وهي الوجود والاستمرار والتنمية..

ومن اهم الظواهر التي تؤكد بحث القبيلة المستمر عن التنمية ما يسمى بظاهرة ترييف المدن المتمثلة في هجرة القبيلة الى المدينة بحثا عن الاستقرار والتنمية في حال فشلت الدولة عن القيام بوظائفها في الارياف..

ولفهم تأثير القبيلة الايجابي في عملية التنمية وضع الباحث محددات سياسية واقتصادية واجتماعية وامنية لفهم هذا الدور ومعرفته..
وتوصل الباحث الى نتائج منها ان القبيلة في بحث مستمر عن الدولة وكفاح دائم لإيجادها وانها اكبر المبادرين لحمايتها والدفاع عنها..
وان السلبيات التي تنتج عن دور القبيلة انما تأتي نتيجة التلاعب بدورها وتسييس ادائها واساءة استخدامها من قبل النظم الاكبر والاقوى كالدولة او الاحزاب الحاكمة..
وان القبيلة يمكن ان تمثل احد ادوات الرقابة الشعبية في سبيل تقويم اداء السلطات الرسمية..
واوصى الباحث بإعادة النظر في الرؤية والخطاب تجاه القبيلة اليمنية لإعادة فهمها والاستفادة منها في التنمية والبناء والتحديث والتحرير ايضا..
كما يوصي بإعادة النظر في آليات عمل الادوات السياسية الوطنية تجاه القبيلة ممثلة باحهزة الدولة والاحزاب والتنظيمات السياسية حيث يرى الباحث ان الاحزاب حزّبت القبيلة ومزقتها لإضعاف دورها وقبْيَلَت الاحزاب بحيث حولتها الى روافع قبلية لبعض القبائل او المناطق الجغرافية ضد بعضها البعض متخلية عن دورها القانوني والاخلاقي كروافع للقيادات ذات الكفاءة والقدرة على المستوى الوطني بصرف النظر عن خلفياتهم القبلية والمناطقية ،

هذا وتخلل الندوة العديد من المداخلات، أجمعت في مجملها على ضرورة النظر بعين الإعتبار للتجربة الصينية والعمل على إتباعها للإسهام في خلق الشراكة التنموية وبناء نهضة وطنية شامله .

مقالات مشابهة